غضب شعبي جارف إثر تغطية إعلامية تتهم المدافعين عن أراضيهم بالأشرار وتجاهلها لجرائم الإحتلال
أثارت قناة MBC عاصفة من الغضب والإستنكار بين الجمهور العربي عقب بثها لتقرير مثير للجدل وصم فيه المقاومين المدافعين عن أراضيهم بالإرهابيين مما أدى إلى إنطلاق حملة مقاطعة واسعة للقناة على مواقع التواصل الإجتماعي
التصريحات التي وردت في هذا التقرير خاصة أن القناة غير متخصصة في الشأن الإخباري فسرت على أنها محاولة موجهة لتغيير صورة المقاومة في عقول المشاهدين وإعادة تشكيل الرأي العام لتصوير الصراع العربي الإسرائيلي كما لو أنه معركة ضد (الإرهاب) متجاهلة ما يعانيه الشعب من إحتلال لأراضيه.
• خلفية التقرير الجدلي
في التقرير الذي عرضته MBC تم تناول قضية المقاومة المسلحة للدفاع عن الأراضي المحتلة بأسلوب إعتبره الكثيرون منحازاً ضد أصحاب الحق حيث تم إستخدام مصطلحات مثل (الإرهابيين - الأشرار) لوصف المقاومين وهو ما أشعل الغضب بين جمهور القناة على الفور
جاء هذا التقرير ليصور الإحتلال الإسرائيلي وكأنه في حرب دفاعية ضد الإرهاب في حين تم التغافل عن الحقائق الواضحة المتعلقة بانتهاكات الإحتلال المستمرة من إغتصاب للأراضي والإعتداءات على الشعب الأعزل
هذا التناول الإعلامي أثار غضب العديد من المشاهدين الذين رأوا أن القناة تعمل على تبييض صورة الإحتلال متجاهلة تاريخاً طويلاً من الجرائم التي يرتكبها ضد الشعوب والهدف الخفي لإسرائيل المتمثل في التوسع من "النيل إلى الفرات" مستغلة الثغرات السياسية والإقتصادية لتحقيق هذا الحلم الإستعماري القديم.
• ردود الفعل الشعبية
إنتشرت ردود الأفعال الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع حيث طالب ملايين المشاهدين بمقاطعة MBC وسحب الدعم عنها وتم تداول هاشتاجات مثل: #قاطعوا_MBC و #MBC_تدعم_الاحتلال بسرعة كبيرة لتصل إلى ترند رائج في عدة دول عربية حيث اعتبر الكثيرون أن هذا التقرير ليس خطأ عابر بل جزء من إستراتيجية إعلامية قد تكون موجهة للتأثير على الرأي العام العربي عبر تصوير المقاومة على أنها عمل (إرهابي) ما يعزز من الرواية الإسرائيلية التي تسعى لتشويه صورة المدافعين عن أراضيهم وتبرير جرائم الإحتلال.
كما طالب العديد من الشخصيات العامة والمثقفين القناة بالإعتذار العلني وسحب التقرير مشددين على أن هذه القضايا لا يمكن التعامل معها بهذا التجاهل
هذه الردود القوية تظهر أن القضايا المتعلقة بالعدالة والحرية لا تزال تلمس وجدان الملايين وأن أي محاولة لتغيير الحقائق ستواجه بمقاومة كبيرة من الجمهور الواعي.
• هل تحولت MBC لأداة إعلامية موجهة؟
الجدل المثار حول هذا التقرير ليس الأول من نوعه بالنسبة لشبكة MBC حيث سبق وأن وجهت لها إتهامات بالترويج لمحتوى يفتقر للتوازن في تناول الصراعات السياسية لكن هذه المرة وصل الأمر إلى مستوى جديد مع إتهامات بأنها قد تكون أداة إعلامية موجهة للتأثير على العقل العربي وترويج للرواية الإسرائيلية التي تحاول وصم النضال المشروع ضد الإحتلال بالإرهاب
هذه الإستراتيجية الإعلامية إذا صحت تشير إلى محاولة إستغلال الفراغ الإعلامي العربي وإدخال برامج وتقارير تتماشى مع أجندات تخدم مصالح جهات معينة خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة
كما يعتبر البعض أن MBC تحاول عبر هذه البرامج إستغلال الثغرات الموجودة في الأوضاع السياسية لتعزيز رواية الإحتلال وذلك في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى تسريع خطواتها للتطبيع مع عدد من الدول العربية وإستغلال الوضع لتحقيق حلمها القديم بتمديد نفوذها في المنطقة.
• التوتر العربي والإسرائيلي وتداعياته الإعلامية
وسط هذه الأجواء المحتقنة تأتي تغطية MBC المثيرة للجدل لتزيد من عمق التوتر الشعبي تجاه القناة وتجاه السياسات الإعلامية التي تتبناها
إذ يشير العديد من المحللين إلى أن هذه الحملة قد تؤدي إلى مزيد من الوعي الجماهيري حول كيفية إستغلال المنصات الإعلامية المعروفة والتي يتابعها الملايين للتلاعب بالعقول وتغيير الحقائق حيث يعتبر العديد من النقاد أن الوقت قد حان لإعادة النظر في دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وأن مثل هذه الأحداث تثبت أن المشاهد العربي أكثر وعياً بما يحدث خلف الكواليس
كما أن القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال رمزاً للنضال ضد الإحتلال لن تمحى بسهولة من وجدان الشعوب حتى لو حاولت بعض وسائل الإعلام الترويج لروايات مضادة.
• موقف MBC الدفاعي
حتى الآن لم تصدر قناة MBC أي بيان رسمي بخصوص هذا التقرير المثير للجدل ما أثار المزيد من الإستياء بين المتابعين الذين يتوقعون إعتذاراً واضحاً أو توضيحاً للأسباب التي دفعتها لبث هذا المحتوى
يتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى تحديات كبيرة لشبكة قنوات Mbc خاصة إذا إستمرت حملات المقاطعة في الإنتشار مما قد يؤثر بشكل ملحوظ على شعبيتها وجمهورها في المنطقة العربية.
• أصحاب الأرض مدافعين وليسوا إرهابيين
إن تلك القضايا تظل محوراً حساساً وعاطفياً في قلوب ملايين العرب وأي محاولة لتشويه صورتها أو إضعاف حق المقاومة المشروع سيتم مواجهتها برفض شعبي قوي
حيث أن تصاعد حملة مقاطعة MBC جاء كرسالة واضحة أن الشعوب العربية لن تقبل بأي محتوى يحاول تغيير الحقائق أو الترويج لروايات تخدم الإحتلال
وبينما تنتظر الجماهير رداً من القناة يبقى السؤال المطروح:
- هل ستكون هذه الأزمة درساً لقنوات الإعلام حول أهمية الحياد والمهنية في تغطية القضايا الحساسة؟.
التسميات
رائج الآن