بين الألم والصمت سعي الإنسان إلى الفهم والتقدير

 كيف نحيي الأمل في نفوسنا ومشاعرنا مضطربة!

بين الألم والصمت

كتبت/ ساندي

تواجه الكثير منا تحديات جسيمة وأوقاتاً عصيبة حيث يتقاطع الألم مع الأمل وتبدو الحياة وكأنها رحلة موحشة في صحراء من المشاعر المتناقضة
في خضم هذا الصراع عندما نبحث في مواردنا عن مخرج نجد أن هناك من لا يدركون حجم ما نشعر به مما يعمق جراحنا
هؤلاء الأشخاص رغم قربهم منا قد يشعروننا بالهوان وكأنهم يقللون من قيمة مشاعرنا وتجاربنا مما يزيد من وطأة الأعباء التي نحملها
عندما نمر بأوقات صعبة نتطلع إلى من حولنا ليلتفتوا إلى معاناتنا لنجد يد العون أو مجرد كلمات تشعرنا بأن ما نعيشه مهم
ولكن ما يؤلم أكثر هو أن نجد بعض الأشخاص يتحدثون وكأن الأمر عادياً ومن المسلمات وكأنهم لا يرون إلا الجانب السطحي من الأمور
يصعب علينا أن نستوعب كيف يمكن لأرواح قريبة أن تتجاهل كل ما نختزنه من أوجاع مما يجعلنا نشعر وكأننا نعاني في صمت مطبق وكأن تحدياتنا ليست جديرة بالإهتمام أو الفهم
هذا التوجه يدفعنا للشعور بالإنكسار وكأن كل ما نقدمه من جهد وتعب لا قيمة له في أعينهم
يتعمق الإحباط بمرور الوقت حين ندرك أن من حولنا لا يلتقطون إشارات الألم والمعاناة التي نرسلها
• حينها نبدأ بالتساؤل: 
- هل نحن بحاجة إلى كتم مشاعرنا؟ 
- أو يتطلب الأمر منا صياغة مشاعرنا في كلمات معقدة تفسر تجاربنا؟ 
- أو أن ما نمر به لا يعني شيئاً وأننا محاصرون بأصوات تشكك في حقيقة ما نمر به وهم يريدون فقط الجانب الوردي من حياتنا؟
بينما تتلاطم أمواج التساؤلات في قلوبنا يبقى الله هو الملاذ الآمن ثم الأمل تلك الشجرة التي تزرع جذورها في أعماقنا رغم أن الرياح العاتية تهزها
نحن نستمر في مواجهة تحديات الحياة وحدنا نتشبث بإرادتنا ونحاول إيجاد الطرق التي تجعلنا نخرج من هذا النفق المظلم بمفردنا
نبحث عن النور عن البداية التي تعيد لنا الثقة وعن من يقدرون مشاعرنا ويحبوننا بعمق
في الواقع يجب أن نتعلم كيف نحافظ على تلك المساحات التي تمنحنا الأمان وكيف نميز بين من يستحقون قلوبنا ومن يجعلوننا نشعر بالهوان
فهناك دائماً من يستحقون منا الثقة من يشعرون بألمنا ويشاركونا أوجاعنا وهؤلاء هم من يمكنهم أن يرفعوا عنا بعض الأثقال ليعيدوا لنا الإحساس بأننا لسنا وحدنا في هذه المعركة
كما أن تلك التجارب على قسوتها تعلمنا دروساً قيمة
نبدأ في فهم أن مشاعرنا ليست عيباً بل هي جزء من إنسانيتنا وعلينا أن نتقبلها ونعبر عنها بشجاعة
يمكن أن يكون التحدث عما نشعر به حتى وإن لم يفهم من الآخرين خطوة نحو التحرر
ومع كل تحدي نواجهه نكتسب قوة جديدة وعندما نخرج من تلك الظلال نكتشف أن لدينا القدرة على إعادة بناء أنفسنا
حيث تظل القوة الداخلية هي ما يدفعنا للإستمرار لكن في بعض الأحيان نجد أن الوحدة قد تكون الخيار الأفضل من الإرتباط بأشخاص لا يشعرون بنا
فعندما لا يدركون من نظنهم ملاذ آمن ما نمر به ونحس يصبح من الأفضل أن نختار العزلة كملاذ بدلاً من إستنفاد طاقاتنا في محاولة إقناعهم بأننا نموت قيد الوجع ويمزق أكبادنا الألم وتنهش في أعيننا الدموع
إن الوحدة تمنحنا مساحة للتأمل وإعادة تقييم ما نحتاجه حقاً في حياتنا
أحياناً يكون البقاء بمفردنا أكثر أماناً حيث نستطيع أن نتواصل مع أنفسنا ونسترجع قوانا الداخلية ونكتشف ما يعزز من قوتنا الحقيقية
نستطيع أن نكون أبطال قصصنا الخاصة دون الحاجة إلى دعم من لا يقدرون ما نعانيه
الوحدة قد تبدو قاسية في ظاهرها لكنها تعلمنا كيف نكون مكتفين ذاتياً ونثق في قدرتنا على التغلب على التحديات دون أن نكون مرتهنين لمشاعر الآخرين أو تقييماتهم.

إرسال تعليق

نرحب بجميع الآراء والتعليقات لذلك يرجى الإلتزام بالأدب وإحترام جميع الآراء.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال