حقيقة الصمت وأثر الكذب على العلاقات

 الكذب عند المواجهة طريق قصير نحو إنهيار الثقة

الكذب عند المواجهة

كتبت/ ساندي

الثقة هي أغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان لمن يحب فهي ليست مجرد شعور عابر بل عهد يتطلب الإلتزام والإحترام

عندما يمنحك أحدهم ثقته فإنه يضع نفسه تحت ظلك وروحه بين يديك منتظراً منك أن تكون الحامي والداعم

في تلك اللحظة يصبح الحفاظ على هذه الثقة واجباً لا يمكن التهاون فيه

فالخداع بأي شكل من الأشكال سواء كان في أمور كبيرة أو صغيرة يعتبر إنتهاكاً لتلك العلاقة وجرحاً لا يشفى بسهولة

حين نخفي الحقائق أو نكذب بدافع الخوف من المواجهة أو تجنب الحزن قد نظن أننا نحمي أنفسنا ونحمي من نحب من الألم

لكن في الحقيقة نحن بذلك نزرع بذور الشك والخيانة التي قد تبدو غير مرئية في البداية لكنها تنمو مع مرور الوقت لتصبح عقبة كبيرة تعترض طريق العلاقة

الشخص الذي يثق بك ويرى فيك ملاذاً آمناً يستحق منك الصدق حتى لو كانت الحقيقة مؤلمة

فالألم الناتج عن مواجهة الحقيقة أفضل بكثير من الخذلان الذي يأتي بعد إكتشاف الكذب

الخيانة لا تقتصر على الأفعال الكبيرة الواضحة مثل الخداع الجسدي أو العاطفي بل يمكن أن يتجلى في التفاصيل اليومية البسيطة

عندما يختارك أحدهم ليكون في ظهرك ويتوقع منك الدعم والحماية فإن الكذب عليه أو إخفاء الحقائق عنه يعتبر خيانة لهذا الأمان الذي منحه لك

العلاقة لا تبنى على الخوف من الحقيقة بل على الصراحة والإحترام المتبادل

من يخاف من مواجهة الحقائق ويفضل أن يختبئ خلف الكذب أو الإخفاء، فإنه يضعف أساس العلاقة ويهدد مستقبلها

الثقة هي جسر بين شخصين وعندما تهتز يصبح العبور عليه محفوفاً بالمخاطر

هذا الجسر لا يمكن إصلاحه بسهولة بعد أن ينكسر لأن بناء الثقة من جديد يتطلب وقتاً وجهداً وصدقاً أكثر مما تطلبه في المرة الأولى

 الشخص الذي يخون الثقة يتسبب في جرح لا يلتئم سريعاً ويترك وراءه آثاراً عميقة في القلب والعقل

التصرف بمسؤولية تجاه ثقة الآخرين يعني فهم أن الشخص الذي يضع ثقته فيك قد إختارك لتحميه لتكون داعمه في أوقات ضعفه

لذا من آمنك وأعطاك ظهره لا تستغل هذا الوضع لمصلحتك الشخصية أو لتجنب مواجهة صعبة

بالعكس يجب أن تكون صادقاً وواضحاً معه حتى لو كان الثمن مواجهة بعض المشاعر السلبية على المدى القصير

لأن الصراحة مهما كانت مؤلمة تبنى عليها علاقات صحية وقوية بينما الكذب والإخفاء يبنيان أساساً هشاً يتهاوى مع أول اختبار

إن من أسس العلاقة الناجحة هو القدرة على التعامل بشفافية وصدق ومواجهة الحقائق مهما كانت صعبة

قد يكون الأمر مؤلماً في البداية لكن الألم الناتج عن الصراحة يشفى بمرور الوقت ويقوي العلاقة بينما الألم الناتج عن الخيانة والكذب يظل جرحاً مفتوحاً لا يمكن تجاوزه بسهولة.