الفن كأداة لتنمية الوجدان وتعزيز الإنتماء في يوم مخصص للأطفال الأيتام
تحت رعاية وزارة الثقافة تحتفل دار الأوبرا المصرية بيوم اليتيم في حدث فني وإجتماعي مميز يعكس عمق الرسالة الإنسانية التي تحملها الأوبرا في توجيه طاقتها الفنية نحو خدمة المجتمع وفي مقدمتها رعاية فئة الأطفال الأيتام التي تحتاج إلى الدعم النفسي والتربوي، ليصبح الفن وسيلة للمساهمة في بناء شخصياتهم وتنمية مواهبهم.
بدأت دار الأوبرا المصرية بتقديم برنامج حافل من الفعاليات تحت شعار (يوم اليتيم) في إطار تأكيد دورها الاجتماعي بجانب دورها الثقافي والفني البارز في مصر والعالم العربي حيث أن الإحتفالية التي جرت اليوم الجمعة 4 إبريل وشملت عدة مواقع داخل الأوبرا حيث توافد العديد من دور الرعاية والمؤسسات المتخصصة لحضور الفعاليات المميزة وتم تنظيم الكرنفال في المسرحين الصغير والمكشوف والساحة الخارجية إضافة إلى قاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية.
في تصريحات للدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا المصرية أكد أن هذا الحدث هو تجسيد لرسالة الأوبرا الإجتماعية وهو بمثابة تجسيد فعلي لدور الأوبرا كأحد المنارات الفنية والثقافية الرائدة في مصر والوطن العربي وأوضح أن هذا الإحتفال يمثل خطوة مهمة في تعزيز شعور الأطفال الأيتام بالانتماء والإهتمام وأضاف أن الأنشطة التي تم تنظيمها تهدف إلى إبراز مواهب هؤلاء الأطفال وتعزيز دورهم في المجتمع من خلال الفن والإبداع وقال إن الفعاليات تسعى إلى خلق أجواء تفاعلية محفزة للأطفال اليتامى ليتعلموا ويستمتعوا ويتفاعلون مع الفنون المختلفة.
تضمن الكرنفال العديد من الأنشطة التفاعلية التي شارك فيها الأطفال الأيتام حيث تم تقديم عروض متنوعة تستعرض مواهب الأطفال في مجالات عدة ومن أبرز الفعاليات التي نظمتها دار الأوبرا كان عرض (الليلة الكبيرة) من فصل الباليه بإشراف الدكتورة عيشة فؤاد وهو عرض فني مليء بالحركة والإبداع الذي يعكس الفلكلور المصري ويُظهر قدرة الأطفال على التعبير الفني كما قدم كورال أطفال وشباب مركز تنمية المواهب بقيادة الدكتور محمد عبد الستار ليسهم في إظهار قدرة الأطفال على الأداء الصوتي والموسيقي في إطار فني مبهر.
لم تقتصر الإحتفالية على العروض الفنية فقط بل تم تخصيص ورشة رسم ونحت للأطفال بإشراف الدكتور إيهاب كشكوشة وهي ورشة تهدف إلى تعزيز قدرات الأطفال على التعبير الفني من خلال الرسم والنحت وقامت الورشة بتوفير مواد وأدوات للفنانين الصغار مما أتاح لهم الفرصة لإستكشاف عالم الفن التشكيلي من خلال رسم مشاهد حياتية وتنفيذ أعمال فنية فريدة تعكس خيالهم وإبداعهم.
في إطار الاحتفالية تم عرض فيلم الأنيميشن المصري (مشبك شعر) والذي يعد من أولى الأعمال المصرية التي إستخدمت تقنية الأبعاد الثلاثية في الرسوم المتحركة الفيلم من إخراج عطية عادل خيري وقام بأداء الأصوات فيه عدد من كبار الفنانين مثل أحمد راتب وريهام عبد الغفور وإيناس مكي ولطفي لبيب الفيلم مستوحى من أحد النصوص الفرعونية القديمة حيث يعكس القيم الإنسانية مثل التواضع والعدل والرحمة والولاء ويمثل نموذجاً للفن الذي يحمل رسائل عميقة للأطفال والكبار على حد سواء.
تمثل فعاليات (يوم اليتيم) التي نظمتها دار الأوبرا المصرية أداة فعالة لبناء الإنسان وتنمية الوجدان وفي كل زاوية من الأوبرا كان يتم تعزيز الشعور بالانتماء لدى الأطفال الأيتام ويتم ترسيخ قوى الإبداع داخلهم من خلال الفنون المختلفة حيث أن الفن كما أكد الدكتور علاء عبد السلام، يعد أحد الأدوات الفعالة التي تساهم في بناء الإنسان فهو لا يعزز المواهب الفنية وحسب بل يساعد في بناء الشخصيات وتقوية الشعور بالثقة بالنفس فضلاً عن نشر قيم الحب والعطاء.
الجدير بالذكر أن دار الأوبرا المصرية واحدة من أبرز المعالم الثقافية في مصر والعالم العربي حيث تلتزم الأوبرا في تقديم فعاليات متعددة تهدف إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي ومن خلال الإحتفالات مثل (يوم اليتيم) تبرهن الأوبرا على دورها الإجتماعي الفاعل الذي لا يقتصر على تقديم العروض الفنية الرفيعة فحسب بل يمتد ليشمل دعم الفئات المختلفة في المجتمع خصوصاً الأطفال الأيتام.
المصادر:
وزارة الثقافة المصرية
دار الأوبرا المصرية
التسميات
رائج الآن