شراكة إستراتيجية جديدة في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية
شهدت العاصمة المصرية القاهرة زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهي زيارة تحمل في طياتها أبعاداً إستراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات تكتسب هذه الزيارة أهمية بالغة كونها تأتي في وقت حساس بالنسبة للمنطقة العربية والشرق الأوسط حيث يشهد هذا الجزء من العالم تغيرات سياسية وإقتصادية تؤثر بشكل مباشر على المصالح الوطنية لكل من مصر وفرنسا كما أن الزيارة تعكس التزام البلدين بتعميق الروابط وتعزيز التعاون في مجالات متعددة بدءاً من القضايا الإقتصادية وصولاً إلى التحديات الإقليمية والدولية.
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار القاهرة الدولي في الساعات الأولى من يوم السابع من أبريل حيث كان في إستقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين الحكوميين كانت مراسم الإستقبال الرسمية تعكس الإحترام الكبير بين البلدين وقد أُقيمت بحضور حرس الشرف وإستعراض عزف السلامين الوطنيين وهي خطوة تعكس حرص الجانبين على توثيق العلاقات بشكل رسمي وجاد.
تم التوجه إلى قصر الإتحادية لإجراء المباحثات بين الرئيسين حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية وقد أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديره العميق لما تقدمه فرنسا من دعم لمصر في العديد من المجالات مشيراً إلى ضرورة تعميق هذا التعاون.
حيث شهدت المباحثات بين الرئيسين مناقشات هامة حول تعزيز التعاون في شتى المجالات وتم التركيز بشكل خاص على الإقتصاد حيث تم الإتفاق على زيادة الإستثمارات الفرنسية في مصر لا سيما في مجال الطاقة المتجددة تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية من جانب آخر أبدت فرنسا إهتماماً بدعم المشاريع الكبيرة في مصر مثل مشروعات تطوير الطاقة الشمسية في صحراء مصر الغربية التي تعد من أبرز المبادرات العالمية للحد من تغير المناخ.
ناقش الرئيسان أيضاً موضوعات تتعلق بالسياسة الإقليمية خاصة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة مثل مكافحة الإرهاب والتطرف فضلاً عن ضرورة تبني نهج سلمي لحل النزاعات في المنطقة.
بعد المباحثات الثنائية تم التوقيع على عدد من الإتفاقيات الإستراتيجية بين مصر وفرنسا بما في ذلك اتفاقيات تتعلق بالطاقة المتجددة والتبادل التجاري والتعاون الثقافي كان من أبرز هذه الإتفاقيات التعاون في مجال الطاقة النظيفة حيث تسعى مصر إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما تم التوقيع على إتفاقية لتعزيز التعاون في مجال النقل والمواصلات تشمل تحديث السكك الحديدية في مصر، وشراء معدات متقدمة من الشركات الفرنسية التي ستسهم في تحسين خدمات النقل في البلاد.
في إطار تعزيز العلاقات الثقافية قام الرئيس ماكرون بزيارة إلى المتحف المصري الكبير في الجيزة حيث أبدى إعجابه بالآثار المصرية القديمة وأشاد بالمشروع الضخم الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصص للحضارة المصرية وضمن هذه الجولة قام الرئيس الفرنسي بملاقاة مجموعة من العلماء والخبراء في مجال الآثار والتاريخ المصري حيث تباحثوا حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال حفظ التراث الثقافي.
كما قام ماكرون بزيارة إلى العديد من المعالم السياحية الشهيرة في القاهرة بما في ذلك منطقة خان الخليلي التي تعد من أبرز أسواق مصر التاريخية تعكس هذه الزيارة التأكيد على رغبة الطرفين في تعزيز التعاون الثقافي ودعم جهود مصر في الحفاظ على تراثها الثقافي الكبير.
وفي يوم الثلاثاء من المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش في شمال سيناء وهي منطقة شهدت تحديات كبيرة في الماضي بسبب الظروف الأمنية والتنموية في العريش سيلتقي الرئيس ماكرون مع ممثلين للمنظمات الإنسانية الفرنسية بالإضافة إلى مسؤولين مصريين وذلك لدعم جهود الإغاثة والتنمية في المنطقة.
ومن المتوقع أن تركز المباحثات في العريش على دعم مشاريع التنمية التي تساهم في تحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في سيناء حيث ستعرض فرنسا التزاماتها بالمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية بما في ذلك مشاريع المياه والكهرباء والطرق كما سيتم بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات التعليم والصحة لتحسين حياة السكان المحليين في هذه المنطقة الاستراتيجية.
من المتوقع أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة بشكل بارز في المباحثات بين الرئيسين حيث سيناقش الطرفان سبل دعم عملية إعادة إعمار قطاع غزة وأهمية تقديم الدعم اللازم للجهود الإنسانية في القطاع بعد النزاعات الأخيرة ومن المتوقع أن يشدد الرئيس ماكرون على التزام فرنسا بمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام في المنطقة.
كما سيؤكد الرئيس السيسي على التزام مصر العميق بالقضية الفلسطينية ودورها المحوري في دعم إستقرار المنطقة عبر تقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل عملية إعادة الإعمار سيتم التأكيد على ضرورة تبني الحلول السياسية من خلال الحوار والمفاوضات لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة.
التسميات
رائج الآن